القائمة الرئيسية

الصفحات

تندوت زهرة اللوز والجوز


إدريس أسلفتو : ورزازات
تقع الجماعة القروية » تندوت » شمال السفح الجنوبي لسلسة جبال الأطلس الكبير ،وتتميز بتنوع تضاريسها حيث المرتفعات الجبلية والهضاب والسهول على جنبات الأودية، يحدها غربا جماعتي غسات وايت تمليل بإقليم أزيلال ،وفي الشمال جماعة إمي نولاون ،وشرقا جماعة إغيل نومكون، وجنوبا جماعة سكورة ،وتكونها قبائل » إمغران » على مساحة تبلغ 543 كلم مربع ، عرفت منظفة « تندوت » استيطان الإنسان منذ القدم من الزمن ،ويتجلى ذلك من خلال بقايا الآثار المتواجدة بها، كبقايا البنايات القديمة وأشكال المغارات والمقابر المنتشرة بها ،وتاريخ المنطقة مرتبط بتاريخ المغرب وخصوصا تاريخ الجنوب المغربي ،لان المنطقة خضعت لحكم وتعاقب الدول التي بسطت هيمنتها على الجنوب المغرب، كما كانت من المناطق التي خضعت للحماية الفرنسية والنظام القائدي الكلاوى إبان الحماية، وحسب بعض الرواية الشفهية المتداولة فتسمية توندوت مركبة من كلمتين( تون) و(دوت) اي (دون تدوت) وتعني  »اذهب وعد » .وربما أصل هذه التسمية جاء لكون المنطقة عبارة عن واجهتين جبليتين ،تربط بينهما قنطرة بفعل الفيضانات وعوامل التعرية، وقد تنعني تندوت أيضا مكانا يجتمع فيه الناس قصد الاستعداد للسفر الجماعي لمختلف الجهات، ومع حصول المغرب على الاستقلال وكان إحداث لإقليم ورزازات، كان من الطبيعي أن تكون الجماعة من ضمن الجماعات الأولى المحدثة بالإقليم، وتأسست سنة 1964 وبعد ذلك انفصلت عنها جماعة إمي نولاون سنة 1975 وجماعة غسات سنة 1992 . توجد بتوندوت 5 أودية موسمية و24 عينا ،إلى جانب الآبار المخصصة لمياه الشرب والمستعملة من طرف الجمعيات والجماعة ،وأبار مستعملة في أغراض فلاحية ،وتعتبر هذه الأخيرة من أهم الأنشطة المزاولة بجماعة تندوت ،إلا أن محدودية الأراضي الزراعية وضعف الإنتاج يؤديان إلى الهجرة، وخاصة من طرف الشباب للعمل داخل وخارج أرض الوطن، وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة حوالي 9647 هكتار منها 2820 مساحة مسقية، ويعتبر الشعير واللوز والجوز والتين والخوخ والذرة أهم المنتجات الفلاحية بالمنطقة.تزخر « توندوت « بمؤهلات سياحية مهمة غير مستغلة يمكن إجمالها في القصبات التي يحتاج أغلبها إلي الترميمي، والإصلاح كقصبة تكمي نايت أمغار بأمكشود وقصبة ايت حساين بدوار تمسولت ،بالإضافة إلى المغارات وواحات اللوز.
توجد بالجماعة أربع مأوى من الدرجة الثانية لا تتعدى طاقتها الإيوائية بمجموعها 10 أسرة ،الشيء الذي يجعل من المنطقة مجرد ممر للسياح نحو جهات أخرى للمبيت والتغذية ،ويمكن للقطاع السياحة أن يكون أداة لتحريك عجلة التنمية بالجماعة ،إذا تم الاهتمام بالمؤهلات المتوفرة بالمنطقة، وترميم القصبات والقصور الإلية للسقوط والاندثار، مع تعبيد الطريق الإقليمية رقم 1502 والبالغ طولها 19 كلمتر المارة من بالجماعة في اتجاه إمي نولاون، بالإضافة إلى المسالك التي تربط مختلف الدواوير بمركز الجماعة ،وطولها 62 كلمتر كلها غير معبدة مما يجعل ساكنة هذه المناطق في شبه عزلة ،خصوصا أثناء تساقط الإمطار والثلوج . رغم إقدام بعض السكان على البناء بالخرسانة ،فطابع البناء السائد بجميع دواوير جماعة تندوت هي « التابوت « أي التراب المدكوك، إذ لا تطلب البناء به أي تكاليف باهظة ،على غرار الخرسانة فيتطلب جلبها التنقل إلى مدينة ورزازات ،ويفضل غالبية السكان استعمال هذه المواد المحلية نظرا لتكلفتها المنخفضة وكذلك لتلاؤمها مع مناخ المنطقة البارد شتاء والحار صيفا ،وبحكم بعد المنظفة عن المركز وتواجد ها بمنطقة جبلية ،فإنها تفتقر إلى مقومات الاستثمار ،مما يجعل الساكنة تهتم بالمجال الفلاحي ،كما أن غالبية الشباب الناشطين يهاجرون إلى داخل آو خارج الوطن للبحث عن فرص الشغل، ونظرا لكونهم يمتهنون الجبس فإن اغلبهم هاجر إلى السعودية وقطر والإمارات العربية .ويبقى قطاع الصحة علة تندوت الجوهرية، نظرا للانتشار الإمراض بالمنطقة كمرض السل المتواجد بكثرة بدواوير تركى وأمراض الغدة الدرقية خاصة لدى النساء ،بسبب استعمال الملح الغير المزود بمادة اليود ،وأمراض الزكام بسبب تغيرات الجو وبرودة المنطقة ،وتبقي مشاكل قطاع الصحة بتندوت مرتبطة على الأساس بما هو إداري ،ومنها ما يتعلق بالتسيير كنقص التجهيزات والأطر الصحية العاملة بالمركز الصحي ومستوصف تركى . شهدت الجماعة القروية تندوت منتصف شهر أكتوبر من السنة الجارية ،تنظيم مهرجان اللوز والجوز في دورته الأولى، تحت شعار : » تاريخ وثقافة لأفق تنموي واعد ».
وشكل مهرجان إمغران، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، بتعاون مع الفضاءات الجمعوية للجماعات تندوت وإمي نولاون وغسات ومجالس منتخبة وشركاء آخرين، شكل محطة لإحياء الموروث الفني والثقافي والحضاري لساكنة الجماعات القروية الثلاث، وتعزيز مسار التنمية بها.و مهرجان إمغران منعطف هام في المسار الفني والثقافي ، وآلية لتسويق المنطقة سياحيا وتراثيا مادمت قادرة على أن تلعب عدة ادوار طلائعية في النسيج السياحي بإقليم ورزازت ،نظرا لما تزخر به هذه الجماعات من المؤهلات الطبيعية والثقافية من ضمنها القصبات والمغارات والمناظر الطبيعية والشلالات والنقوش الصخرية التي تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد.وعرف مهرجان امغران للوز و الجوز في دورته الأولى تتويج و تكريم شخصيات من المنطقة، وتقديم جوائز تشجيعية للجمعيات ذات التميز الفعال في الأثر الاقتصادي والاجتماعي والتنموي بقبائل امغران، و أنشطة موازية للتعريف بالاكتشاف التاريخي المتميز لديناصور تزوضى ، وذلك من خلال أشرطة وثائقية وزيارة لموقع متحف أقدم الديناصورات في العالم بقرية تزوضى بإمغران. بالإضافة إلى ندوات فكرية و ثقافية عن تاريخ وثقافة امغران و حول التنوع البيولوجي والحفاظ على شجرتي اللوز والجوز رمزي المنطقة .